هذه هي قمة العبودية لله في "العشر الأواخر" بل في حياتك
يكشف الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب" ، لمشاهديه ومتابعيه كيف تصل إلى قمة العبودية لله سبحانه وتعالى في "العشر الأواخر" بل في حياتك.
يقول "خالد" إنه لكي يشعر الإنسان بالسعادة، عليه أن يستمتع يكونه عبدًا لله الأحد، وأن يعيش منزلة العبودية، موضحًا أن أجمل ما في العبودية لله، أن تعمل لدى الخالق، تصلح له في أرضه على قدر ما تستطيع، لأن الهدف من وجوده أصلاً أن يعمل لدى ربه، وأن يعبده على مراده لا هواه، "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"، ومراده كما قال القرآن عند خلق آدم: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"، ولن يستطيع أن يمارس العبودية المطلوبة إلا عندما يعبده بإحسان.
وأوضح خالد في الحلقة الحادية والعشرين من برنامجه "حياة الإحسان"، المذاع عبر قناته على موقع "يوتيوب"، أن الله تعالى لايحب أكثر من عبده المحسن، وقد وردت كلمة المحسن 7 مرات في القرآن، وهو ما يعني أن تكون عبدًا لله، تصلح وتعمّر بمراد الله، بأحسن ما لديك: " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا".
وأشار إلى أنه "ليس شرطًا أن تعمل عملاً دينيًا بحتًا (داعية أو شيخ) حتى تعمل لدى ربنا، لكن أن تمارس أي عمل في الدنيا، بنية إعمار الأرض وإحسان، والإحسان مع العبودية ستجد فيه نوعًا من المتعة.. لماذا؟ لأن العبودية انتماء، والإنسان عندما ينتمي لشيء يخرج أجمل وأفضل ما لديك".
واستشهد خالد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل"، ويقول الله تبارك وتعالى: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"، لافتًا إلى أن "كل مخلوق له وظيفة في الكون، وأنت مخلوق قبل ان تُخلق لك وظيفة، مكتوب على جبينك، موجودة في جيناتك، في موهبتك لإعمار الكون، " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ".
وشدد على أنه "لا مخلوق على وجه الكون إلا وله دور في إعمار الكون (نحل- نمل – شمس- قمر طيور- حشرات – أسماك - ملائكة – جن - حديد – نحاس – إنسان، كلهم عباد الله)، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ".
وشبه خالد الأمر بـ "ماتركس" (مصفوفة) لوحة ضخمة، من الأرض للسماء، مقسمة طولاً وعرضًا، باسم كل كائن وإنسان لا إله إلا الله الأحد "إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا"، وهذا "الماتركس" مقسمة مربعات فيها علامات ✓ و x .. وكل من عاش عبدًا يؤدي وظيفته بإحسان أمامه علامة ✓.
وقال إن "الأرض والسماء يعلمان دورهما جيدًا ووظيفتهما على الماتركس "ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "، وأشار إلى أن دور الإنسان إعمار الأرض بإحسان، يعمل ويحصل على ثواب، طالما نوى بعمله أنه عبد وعمل بإحسان، أما من يغش أو يسرق، فهو بذلك يفسد منظومة الله، "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".
مقاطع
برامج اخري
برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني
برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد